الأسرار المعروفة

الثلاثاء، أكتوبر ١٠، ٢٠٠٦

أرجوكم






حسناً يا سادة، أنا أعوي ! ليس كذئب لكن كإنسان يعوي . لقد فعلتها كثيراً ولم يلومني أحد . عويت وأنا خارج من
البيت فلم يعيرني أحد انتباهاً. كأنني قميص مهمل في خزانة،
أو باب خشبي يدفعه الداخل دون أن ينظر أليه .
العواء لا يمنحني خلوداً، بل يمنحكم فرصة للضحك، لكن لم
يضحك علَّي أحد، يمنحكم ثانيتين من الثبات لتجفيف عرقكم
، لكنكم تبخَّرتم برائحة لا تطاق، يمنحكم وردة تقفز من تردُّد
الصوت، لكنكم فضَّلتم بشاعة الحقيقة وتركتموني وحيداً،
أحببتم كِنزَة رخيصة أكثر من قميص فاخر يحبكم، تظللتم بشجرة
قرعاء تاركين مظلات وارفة .
تركتموني في الشارع، وركبتم عرباتكم الخربة، بينما العواء
يطير في جنبات صدري . منحتكم عبوراً فوهبتموني
حائط فولاذٍ، وعَرَجاً .
قفوا ثانيتين يا سادة . لتستمعوا فقط إلى عوائي،
لترحمونني بطلقة، بهراوة حديدية على الرأس، بابتسامة تَشَفِّ, فقط أرجوكم قفوا .

ليست هناك تعليقات: