الأسرار المعروفة

الأربعاء، يوليو ٢٦، ٢٠٠٦

حكايات تشوتشو

1 – كيف تم خداع " تشو تشو "







ارتقت سُلَّم الهواء أول الشهر كعادتها، وبصقت في
يديها استعداداً للملاكمة التقليدية إذا ما وجدت الملاك
الحارس مستيقظاً . لم تجده صاحياً أو نائماً فجلست
في انتظاره . لقد قررت أن تسرق جوربه حتى تخيطه له
مرة في الشهر، لكنه لم يظهر هذه المرة فنامت . نسيت
ما كانت تريد أن تفعله وصارت ملاكاً حارساً، تنتظر
من يسرق جوربها، بينما جاءنا هو بجوارب مثقوبة يرقص
من أول الشارع .
2 – " تشو تشو " تصاب بالملل






نقلت الكنبة .. من طرف الصالة الأيمن إلى الأيسر .
كانت تلك هي المرة الخامسة التي تفعل فيها ذلك،
حركت قبلها كل الأثاث وبدَّلت أماكنه . الكراسي
في الشرفة، أدوات المطبخ في حجرة النوم، مرآة
الحمام في المطبخ، حتى الرائحة المميزة لكل ركن،
استبدلتها بأخرى من بيوت أصدقائها .
القصيرة ذات الشعر الأسود القصير - ببشرتها البيضاء
وشفتيها المكتنزتين - طلبت عقداً جديداً لنفس
الشقة التي تقطنها منذ عام - بعد أن تصببت عرقاً -
لأنها انتقلت هكذا إلى شقة أخرى .



3 – من هي " تشو تشو " ؟





امرأة كَسَرت إحدى ساقيها منذ كانت صغيرة، فقررت
أن تمشي كيابانية تقليدية ترتدي " الكيمونو " خطوات
قصيرة مترنحة لا تظهر "الزكة" الخفيفة في إحدى ساقيها، التي تظهر إذا ما أسرعت في المشي . " تشو تشو"
امرأة تشرب القهوة وتدخن أكثر مما تأكل، ككل النساء
الغامضات في الأفلام القديمة . لكنها في الحقيقة
- بالرغم من كل شيء - قد احتفظت بجزء عزيز من طفولتها
في تلك " الزكة " الخفيفة . تلك " الزكة " التي علَّمتني
كيف أحب جراح الطفولة .


4 – المــشــهــد





تخرج الشمس عليها من النافذة، لتضيء نصف وجهها
بنور متوهج، وتضيء النصف الآخر بنور بارد .
تعد " تشو تشو " لنفسها قهوة جديدة، ثم تحضر
جهازها الخاص للتحكم عن بعد، لتعيد المشهد من جديد .
حتى تلقي الشمس نورها المتوهج على نصف الوجه البارد،
ونورها البارد على نصف الوجه المتوهج .


5 – " تشو تشو " تعبر الطريق





لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تعبر فيها هذا الطريق .
لكنها لم تنتبه للساعة المعطلة في الميدان، وبائع الجرائد الذي
أصطدم بعامود النور، والطفل الذي خطف قطعة الشيكولاتة
من يد أخيه الصغير، وذلك العجوز المُتأفف من كُلِّ ما حوله .
لم تلحظ الشارع الزَلِق، والرصيف ذا الحدبة، والعابرين
العابرين الذين صدمتهم كل سيارات العالم .
كانت أجمل من عَبَر ذلك الطريق منذ سنوات، لأنها
لم تنتبه لشيء غير توهجها ؟

6 – بلد طيب صالح للسكن






بحثت " تشو تشو " طويلاً عن بلد طيب صالح للسكن،
فيه سلالم من الشرفات إلى الشوارع، ولا يحاول فيه
الذباب مشاركتها القهوة . بلد تتجدد فيه طزاجة
السجائر وتتغير نكهة الطعام كل يوم حتى لا تزهد فيه .
بلد طيب فعلاً، فيه القمر ناصع، بلا صور شائهة،
بلا عيون متربصة للنهار والليل . بلد طيب لا يخلو من
المشاكل، لكنها لا تنتظر فيه صفعة مقابل كل خطوة
تخطوها، أو كلمة تنطقها بهدوء .
" تشو تشو " تبحث عن بلد طيب، تنتظر فيه رَدَّاً
واضحاً على ابتسامتها كل صباح .


7 – القهوة الرديئة تفسد مزاج " تشو تشو "







جاء الشاب العامل بالمقهى ليرفع القهوة من أمامها للمرة
الرابعة . وللمرة الرابعة نظرت له في عينيه ففهم أن قهوتها
لم تنتهي بعد . رشفت مركزة من قهوة بردت سريعاً،
لكنها مازالت تحتفظ بلذعتها في سقف الحلق . هكذا
تكون القهوة الطيبة، تحتفظ بمذاقها حتى عندما تبرد . قهوة
بلا إضافات، مثل الطعم الكاذب للسكر . شيء حقيقي
وحيد هذه القهوة، دون الطعم الكاذب للسكر، وسط
كذبة كبيرة ثقيلة الدم .




8 – أولمبياد " تشو تشو "







قَفَزَت حاجز الزمن بسهولة، بعد أن تعدت ثلاث
حواجز أخرى لا تقل قسوة . عَبَرَت الدهشة والحلم
والأمل بلا مجهود يذكر . صارت هي الدهشة والحلم
والأمل، وعقدت هدنتها الخاصة مع الظُّلمة .
كنت في آخر صفوف الحواجز . نَظَرَت إليّ وقالت أنني
لا أُمثِّلُ لها حاجزاً .
" آه .. أنت ليس تحدياً عظيماً يا فتى! "

9 – محطة تليفزيون " تشو تشو "







لم تتخذ أي إجراءات خاصة حتى تنشئ محطتها
التليفزيونية الخاصة، بعد أن تورَّمت عيناها في مشاهدة
طويلة لمباراة المصارعة الكونية .
تجَّولَت قليلاً في شقتها الضيقة، ثم جَلَست أمام
النافذة إيَّاها، لتشاهد كل ما تريد أن تراه .








هناك تعليقان (٢):

Bahz.Baih يقول...

أيه ده

جامده كيك يا زعيم

شكلما هنبقى أصحاب يوماً ما

تحيا تشو تشو ذات الأبتسامه الطازجه

أدهم الصفتى يقول...

أهلا أهلا أهلا

والله يا بهظ بيه انا فرحان بتشريفك ليا

بجد

زودت المزاج فى المدونه و الدماغ بقت بقلاوه

تشو تشو أتعبتنى كثيرا حتى تفهم أننى هو

أقصد هو الذى تريده